تنمية ذاتية

لا يغرق المرء لأنه سقط في النهر بل لبقائه مغمورا تحت سطح الماء

إن السقوط أو الفشل من الأشياء العادية والبديهية في الحياة عمومًا. بل لا يمكن تخيل حياة طبيعية دون وجود عنصر الفشل. هذا الأخير هو المسؤول عن تعليم الإنسان النهوض مرة أخرى والمثابرة وعدم الاستسلام. ولطالما تحدث كبار الفلاسفة والكتاب عن الفشل وحلوله وفقا لوجهات نظهرهم المختلفة والمتباينة وأيضا تركوا الكثير من الأقوال و الحكم حوله. ومن أبرز الأقوال التي قيلت حول السقوط أو الفشل نجد المقولة الشهيرة للكاتب باولو كويلو التي قال فيها (لا يغرق المرء لأنه سقط في النهر بل لبقائه مغمورا تحت سطح الماء). هذه المقولة التي بها في حقيقة الأمر العديد من المعاني العميقة التي على الإنسان إدراكها كي يفهم طبيعة الحياة. فما الذي قصده الكاتب باولو كويلو بمقولته؟ وما المعاني الخفية وراءها؟ هذا بالتحديد ما سوف نعرفه في موضوعنا.

السقوط أول الخطوات نحو النجاح

نعم سواء صدقت ذلك أم لا. و على الرغم من أن هذه العبارة تبدو غريبة للغاية إلا إن السقوط فعلًا هو أولى خطوات النجاح.

فكل الذين نجحوا بدأوا مسيرتهم بفشل ذريع أحياناً. إلا إن الفرق بينهم وبين الذين لم يحققوا النجاح هو المثابرة وعدم الاستسلام والنهوض مرة أخرى. وهذا ما قصده الكاتب باولو كويلو حين قال لا يغرق المرء لأنه سقط في النهر بل لبقائه مغمورا تحت سطح الماء.

إذ قصد وراء كلمات مقولته هذه على أن السقوط من الأشياء الطبيعية في الحياة. لكن الفشل الحقيقي هو البقاء عالقاً في فشلك وألا تحاول النهوض مرة أخرى من سقوطك. هذا الأمر الذي سيؤدي حتما إلى الفشل. لهذا لا يهم كم من المرات التي تسقط بها بل ما يهم حقيقة في نهاية المطاف هو كم مرة نهضت؟ فهذا ما يحدث النجاح والمجد.

اقرأ أيضا (ليس العار في ان نسقط ولكن العار الا نستطيع النهوض)

هل السقوط من الأساسيات لتحقيق النجاح؟

على الرغم من تشديد المشاهير من الكتاب و الفلاسفة على عنصر الفشل ودوره البناء في حياة المرء إلا إن نسبة كبيرة من الناس لا زالت لم تستوعب أهميته بهذا القدر. فهل حقا يعد الفشل أو سقوط المرء من الأسباب الأساسية نحو النجاح؟

للإجابة على هذا التساؤل يجب الإشارة إلى العديد من الأمور والنقاط، إن الفشل أو سقوط المرء هو ركيزة أساسية في الحياة ككل. فلولا الفشل لم تكن هنالك هذه الاختراعات العظيمة التي غيرت ملامح البشرية جمعاء و لا زالت تغيرها إلى يومنا هذا.

فإن مخترع الكهرباء على سبيل المثال لم يتوفق في إنتاجها من أول محاولة، لكنه سقط آلاف المرات إلى حين تحقيق هذا الإنجاز. وهنا تظهر جلياً الأهمية العظمى للفشل والسقوط فهو بمنزلة دافع يحث المرء على الاستمرارية ويحيي فيه روح التحدي والتنافس. مما يؤكد على أن النجاح يستحيل دونه.

أيضا ومن جهة أخرى يعد سقوط وفشل الناس في أمورهم أو في تحقيق أهدافهم بمثابة درس يتعلمونه. فعندما يسقط المرء أو يفشل وينهض مرة أخرى فإنه ينهض شخصاً آخر. إذ يتعلم الكثير من فشله مما يجعله إنساناً أفضل وأقوى من السابق. وهو ما يدفعه مرة أخرى للمحاولة في سبيل النجاح. هذا ما يثبت أن عنصر الفشل والسقوط يبقى أساسياً من أجل التعلم والتطور.

عموماً إن مقولة الكاتب الشهير باولو كويلو: لا يغرق المرء لأنه سقط في النهر بل لبقائه مغمورا تحت سطح الماء هي مقولة صحيحة كلياً. وتعكس مدى ضرورة الفشل وسقوط المرء وتصور السقوط كمعلم يدفع الإنسان إلى النهوض وأن يصبح أقوى مما يجعله يحقق إنجازات ويأبى الاستسلام.

مشاركة:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى