تنمية ذاتية

الحسد أغبى الرذائل

(الحسد أغبى الرذائل) هذه المقولة هي من أشهر المقولات المنتشرة بين الناس. إذ أشار من خلالها الكاتب إلى رذيلة الحسد ومدى آثارها السلبية على الحياة الفردية للشخص وعلى المجتمع عموماً. فما المقصود بهذه الحكمة؟ وهل فعلا رذيلة الحسد سيئة لهذه الدرجة؟ ما هي آثارها على الشخص الحسود وعلى الغير؟ كل هذه الأسئلة سوف نجيب عنها خلال موضوعنا هذا، فاحرص على قراءة كل المقال للاستفادة.

الحسد من خصال الأشخاص الضعفاء

يمكن لنا تعريف الحسد بأنه النظر لما في ملك الغير من خيرات بغض النظر عن نوعها وتمني ضياعها منه أو امتلاكها نيابة عنه. هذا الأمر نهت عنه الشرائع السماوية جميعها وعدّته من أكبر الرذائل.

لكن للأسف نجد أن المجتمعات تتفشى بها جداً هذه الظاهرة لحد بعيد. بل إن الحسد هو سبب أغلب الصراعات بين الناس وهذا ما حاول الكاتب من خلال المقولة هذه توضيحه لنا.

الحسد لا يغير بحياة الحسود شيئاً ولا يعود بأية فائدة بل حتى إن الشخص قد يؤذي نفسه بحسده للآخر.

وفي حقيقة الأمر لطالما نجد هذه الخصلة لدى ضعفاء القوم من الناس. وهذا الأمر بسبب عدم مقدرتهم على تحقيق ما حقق الآخر. فيبقى الطريق الوحيد لديهم هو حسده وتمني ضياع ما يملكه، لأن هذا الأمر يشعرهم نوعاً ما بالارتياح نحو أنفسهم. فالحسد هو خصلة الضعفاء بامتياز أما الإنسان الناجح لا تصدر منه مثل هذه الخصلة الخبيثة.

ما الذي يؤدي للحسد وما هي أضراره؟

كما سبق وأشرنا له في أولى فقرات موضوعنا هذا اليوم على أن الحسد هو إحدى التصرفات التي لا تعود بأي نفع على مالكها، بل حتى إنها قد تؤدي بالشخص الحاسد إلى إلحاق الضرر بنفسه دون قصد.

ومن أبرز مضار الحسد نجد هنالك على سبيل المثال الشعور الدائم الذي يصاحب الحسود من ألم عاطفي ووجداني بسبب مقارنته الدائمة بين ما يملكه الغير ولا يمتلكه، وهو ما يجعله في ألم دائم غير منقطع. هذا الألم النفسي الذي قد يتحول إلى جسدي، بل حتى إن الحاسد قد يفكر في أذية الآخر بسبب حسده.

وهذا الأمر خطير جداً لهذا نجد النهي عنه في كافة الشرائع. وفي ديننا الإسلامي الحنيف نجد النهي الشديد أيضا عن الحسد، إذ قال الرسول صل الله عليه وسلم: (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانًا).

وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ). مما يدل على أن القلب الخالي من الحسد وكافة الخصال الدنيئة هو القلب السليم أما النفوس المريضة هي من تحسد وتبغض وتؤذي.

اقرأ أيضا (ليس العار في أن نسقط ولكن العار ألا نستطيع النهوض)

ما الدافع وراء الحسد؟

هذا من جهة أما من جهة أخرى وفيما يخص أضرار ودوافع الحسد فهي كثيرة ومتنوعة، لكن يبقى أبرزها قلة الإيمان وضعفه عند الشخص.

فالمؤمن الحق لا يتمنى زوال النعمة عن الآخر بل يسأل الله أن يرزقه مثلها.

أيضا من أبرز أسباب الحسد البغض وسوء وخبث النفوس وميلها الشديد للتدمير. أيضا يؤدي البغض والكبر إلى التحاسد فيما بين الناس بسبب حبهم التصدر في كافة أمور المجتمع لهذا تذكر دائما (الحسد أغبى الرذائل).

مشاركة:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى