سلسلة تغريدات عن الاكتئاب وعلاجه
كتبها الدكتور صلاح صالح الراشد 22 سبتمبر 2022
خذها قاعدة : علاج الإكتئاب، المرض رقم 3، عالميا، و1 مستقبلا، ليس بالأدوية، ولا يمكن أن يحصل. من الممكن أن يُغيّب أعراضا، لكنها تعود، في الغالب، وبشكل أقوى ما لم يُعالج الجذر: النمط التفكيري ونمط الحياة.
كم الإعلانات الكثيرة، والتي ستزيد أكثر، على علاج المرض بالأدوية، وقد يتطور مستقبلا للقاح، كبقية كل مشكلة تواجد فيها اللقاح كخدعة للبائسين خافوا من أمر انتشر ولم يدرسوا عمق سببه، نقول اللقاحات القادمة والأدوية الحالية ليست علاجا ولا حلا ولا داع للجوء إليها إلا في حالات لا تتعدى 1%.
الاكتئاب مرتبط بأسباب عميقة وهي الجذر وغيره رتوش جانبية. المسألة الأولى: نمط التفكير، أي الطريقة التي نفكر فيها، ونحلل، ونفسر؛ فالتفسيرات الحياتية بطريقة دينية مرعبة أو متدينة تافهة او اجتماعية ضاغطة أو قيمية مخلة أو قبلية خادعة أو قومية مزخرفة أو وردية حالمة تعمق المرض.
والسبب الثاني هو نمط العيش اليومي والمرتبط بالحركة المفرطة او عدم الحركة الكافية، وبنوعية أو بيئة العيش، وبنوعية الأكل والنوم والعلاقات، وبالعلاقة مع الجسد وتقبله ومدى الاهتمام به. وبرنامج اليوم المقسم على جوانب حياتية مختلفة يحكي قصة صحة أو مرض لصاحبه
البحث عن الحلول لا يكون بمعالجة العرض دون الجذر. الحلول يجب أن تبدا بالأفكار وطريقتها، بمعالجة رفع مستوى الوعي، ثم بوضع البرنامج اليومي لحياتك وتحديد مسارك. هذه المسألة لا يعرفها طبيب ولا معالج نفساني، هذه حياتك أنت وليست حياته. هذه المسائل قرارات منك لا من شخص يجلس خلف مكتب.
وأنت فقط تلجأ للمساعدة المختصة لسببين فقط: الأول عندما يكون الوضع خارج عن السيطرة، أي حالة طوارئ، في الغالب خوفا من الضرر الاكبر، وهو الخطورة على النفس أو الاخرين. هؤلاء الذين تراهم متكدسين في مستشفيات الطب النفسي ليسوا للعلاج بل مسجونين من خشية الضرر بغيرهم! تقريبا لا علاج لهم.
والسبب الثاني: تلجأ للمساعدة للاستشارة والاستنارة، ثم تأخذ بزمام الأمور، ربما بشكل بسيط في البداية لكن حتى تصل لكامل السيطرة. الاكتئاب مرتبط بالمسؤولية، يجب عليك فعل ما يجب عليك فعله. لكل مشكلة حل، وحلها ليس بتجاهلها من خلال دواء يعالج أعراضا لا جذرا.