Uncategorized

علم النفس المرضي والحضارات

أولا/ الحضارة المصرية القديمة

وصف العلماء المصريون كثير من الامراض النفسية مثل الهاستيريا والصرع وقد أشاروا الى بعض الاساليب المختلفه من العلاج النفسي حيث تشيرالمخطوطات المصرية القديمة الى أن امحوتب أبو الطب المصري في الحضارة الفرعونية كما يسميه كثير من العلماء اشار الى اساليب متعدده في العلاج المرضى النفسيين بالإيحاء والموسيقى والرقص واشار الى أن بعض المرضى النفسيين قد لا تفيد معهم مثل هذه الإساليب ونصح في علاجهم بالعمل والرحلات وتغيير البيئة وهذا يرقي بالطرق والاساليب العلاجيه التي استخدمها الى مصاف الاتجاهات الإنسانية الحديثة في علاج المرضى النفسيين

ثانيا / الحضارة اليونانية القديمة

كانت الحضارة اليونانية القديمة الإبن الشرعي لتراكمات المعرفه والفكر الانساني في الحضارات الشرقية والمصرية القديمة , وبالرغم من انتشار الشعوذات والأفكار الغيبية في الحضارة اليونانية القديمة إلا أن المسار العلمي بدا يتضح وياخذ مغزا الصحيح بل نستطيع القول أن دراسة الأمراض النفسية وعلاجها في الحضارة اليونانية القديمة بدا ياخذ مسارين وهما
1/الاتجاه العضوي : كان هيبوقراط 460 ق. م. هو رائد هذا الإتجاة الذي يقول بأن الأمراض النفسية ما هي الا نتيجه لتغيير عضوي يصيب الدماغ حسب رأيه ثم انه من خلال دراستة وملاحظاتة المستمرة للحالات النفسية التي عالجها قام بصيغة نظرية الإخلاط التي بفترض من خلالها بأن لدى الإنسان أربع سوائل او اخلاط اعتبرها اللبنة الاساسية للمزاح وبالتالي لإنماط الشخصية الإنسانيةالمختلفة .

2/ الاتجاه النفسي : كان على رأس هذا الإتجاه ارسطو عالم النفس الأول كما يطلق عليه, الف ارسطو كتاب عن علم النفس وضع فيه تفصيلات دقيقة عن النفس البشرية وما تتعرض له من مؤثرات خارجية في مسار حياتهاوتطورها .
وقد تحدث ارسطو عن ثلاث مستويات للنفس
المستوى الأول هو النشاط التكاثري ويشترك فيه النبات والحيوان والانسان
المستوى الثاني هو النشاط الحركي ويشترك فيه الحيوان والإنسان
المستوى الثالث هو النشاط الفكري او النفس العاقله كما بسميها وهذا ينفرد به الانسان هذا النشاط الفكري والعقلي الذي يتميز به الإنسان عن سائرالمخلوقات يؤهله للتاثيرات المحيطة به سواء اكانت طبيعية او اجتماعية وبالتالي يكون فاعلاومؤثرا فيها وبقدر تقبله وتراكم الخبرات الإنسانية لديه تكون تصوراته وردود أفعاله وسلوكياته المختلفة

ثالثا / الحضارة العربية والإسلامية

اسهمت الحضارة العربية والاسلامية في تطوير العلوم الإنسانية والطبيعية وخاصة بعد أن بدات حركة الترجمة للفكر
الإنساني للحضارات الشرقية واليونانية والحضارات الشرقية القديمة وقد مثلت هذه الخطوه انفتاحا حضاريا على التراث والفكر الإنساني مما مهد الطريق أمام العلماء العرب والمسلمين للاقتباس والإجتهاد في تطوير العلوم الإنسانية والطبيعية ومايهمنا هنا اسهاماتهم في مجال الامراض النفسيه وعلاجها.
يأتي في مقدمه هؤلاء العلماء إبن سينا والذي ذهب الى أكثر من دراسة الأعراض الظاهرية للمريض بحيث اعطى جل اهتمامه للجوانب النفسيه والاجتماعيه لما لهذه الجوانب حسب رايه من تأثير كبير على الأمراض بشكل عام وعلى الأمراض النفسية بوجة خاص واستحق أن يسمى أبو الطب النفسي في عصره.
إستخدم إبن سيناء طرق ووسائل اشبه بالبحث النفسي الاجتماعي
هذه الأساليب التي اتخذها تدل على الاطلاع الواسع وخبره تطبيقية مكتسبة وهذه النظرية الشمولية والعميقة في دراسة المريض تدل ايضا على شخصية علمية متمكنه ونادرة, وهو من أوائل علماء المسلمين الذي اعطى اهتمامابالغا للتغيرات
الفسيولوجية للمريض ودورها في حالته المرضية وفي سير تطورالحاله لدى المريض واشار الى بعض التغيرات الفيسيولوجية بمكن ان نلحظها لدى بعض المرضى. مثل الخوف والقلق والهم الزائد المتواصل.
ومن العلماء العرب المسلمين ايضا أبو بكر الرازي
اسهم الرازي في هذا الجانب النفسي وعلى الاخص الجوانب العلاجيه حيث اشار الى الافراغ او الفضفضة ودورهما
في تخليص المريض من الكبت الذي قد يؤدي الى مضاعفات الحاله , وللرازي مؤلفات ورسائل عديده اذكر هنا تلك التي تتعلقب موضوعنا وهو الطب الروحاني طب النفوس وكذلك الفيزياء الروحيه..
من المفكرين العرب ايضا الكندي
الذي اولى كل اهتمامه للفلسفة ولكنه مع هذا فقد انجذب الى الجوانب النفسية لدى الإنسان وله في ذلك اسهامات رائعة وبالذات فيما يتعلق بالأمراض النفسية حيث أشار الى مصادر الإكتئاب والاحزان وأشار الى كيفية التخلص منها ومعالجتها وذلك من خلال اعمال الفكر وتغليبه على العاطفة وتطوير الإهتمامات الذاتيه كنوع من العلاج يشبه الى حد كبير العلاج المعرفي الحديث.

رابعا /عصرالنهضة الحديثة

لا شك بأن الثورة الفرنسية لعبت الدور الكبير في النهضة الحديثة لما حملته من افكار ثورية انسانية افسحت المجال للعلماء على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم الفكرية لتطوير العلوم في شتى مناحي الحياه الإنسانية…
وقد ساعدت هذه الانطلاقة الثورية في بروز بعض الأطباء ذوي الإتجاهات الإنسانية وبالذات في مجال الطب النفسي وكان على راس هؤلاء الأطباء فيليب بنيل. الذي لم يستطع البوح بافكارة وتطلعاتة الإنسانية قبل الثورة.
عين فيليب بنيل بعد الثورة الفرنسية مديرا للمستشفى بستيل في باريس وبعد تعيينه مباشرة بدأ في إلغاء القيودوالسلاسل
التي كانت تكبل المرضى النفسيين وباشرفي عمل سجلات المرضى كتب فيها كلمايتعلق بحياة المريض.
وقد كان لهذة الخطوة صدا كبير على مستوى اوروبا كلها وساعد نجاح بنيل في بلورة وتطوير الاتجاهين الاساسيين في تفسير الامراض العقلية والنفسية.




مشاركة:

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى