الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله والنجاح هو أن تفعله
إن النجاح واحد من الأمور التي يطمح الناس إلى تحقيقها في حياتهم. وللناس طموحات مختلفة حيث يطمح كل شخص بالنجاح في أمر ما أو مجال ما وفق رؤيته الخاصة. لكن بطبيعة الحال النجاح ليس بهذه السهولة بل لابد من أن تجتمع فيك مجموعة من الشروط لتحقيقه. وهذا ما أشار له أغلب الكتاب ومن بينهم الدكتور إبراهيم الفقي صاحب هذه المقولة (الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله والمهارة أن تعرف كيف تفعله والنجاح هو أن تفعله).
إذ لخص خطة النجاح في ثلاثة مقومات رئيسية لا غنى عنها، أولها الحكمة وبعدها تأتي المهارة لكي يأتي النجاح في الأخير. هذه التركيبة هي التي سنشرحها تفصيلياً لفهم ما قصده الكاتب من وراء هذه المقولة.
الحكمة هي السبيل الأول لتحقيق النجاح
لا يمكن أن نتخيل أحد الناجحين دون أن يكون حكيماً وإلا سيكون نجاحه صدفة.
فأول شروط النجاح في الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله وما ترغب أولاً في تحقيقه. ثم وضع خطة محكمة لاتباعها للوصول إلى هدفك. فدون الخطة والمعرفة العميقة بذاتك وطموحاتك وما الذي تفعله بالتحديد، فلا معنى حينها للنجاح وعلى الأغلب لن تبلغه طالما غابت عنك الحكمة كما أشار له كاتبنا.
لا نجاح دون المهارات اللازمة
من مقومات النجاح الرئيسية أيضاً نجد هنالك عنصر المهارة. هذا الأخير الذي لا يمكن التغاضي عنه بأي شكل من الأشكال، بل هو واجب الامتلاك عند الشخص. فالمهارة هي التي تجعلك تتقن ما تفعله وتتميز به. لهذا غالبا إن أول من يحقق النجاح هو الأكثر مهارة في مجاله. هذا العنصر قابل للتطوير ويكون هذا الأمر عبر تحديدك لنقاط ضعفك أولاً ثم العمل على تقويتها.
على سبيل المثال إن تعلق الأمر بالنجاح في المجال الدراسي والحصول على أعلى النقاط، فيجب عليك أن تأخذ الدروس الخصوصية في المواد التي ترى نفسك ضعيفاً بها. أو مثلا في المجال الرياضي عن طريق الزيادة من صعوبة التمرين.
فالمهارة هي من ستجعلك تتسلق سلم الصدارة شيئاً فشيء إلى حين تحقيق النجاح الذي يرضيك.
اقرأ أيضاً: (اذا ابتسمت أتاك الأصدقاء وإذا عبست أتتك التجاعيد)
صعود سلم النجاح ليس سهلاً
لطالما اعتاد الناس الانتباه إلى آخر النتائج التي يحققها الفرد فقط. على سبيل المثال الدرجات التي حصل عليها في الفصل الدراسي، أو عدد الميداليات التي استطاع تحقيقها. لكن يغفل أغلبهم عن التعب الهائل والحكمة والعمل الجاد وراء هذا النجاح. لهذا عليك العلم جيداً أن مسار النجاح ليس سهلاً ولم يكن كذلك يوما بل عليك أن تكون حازماً وجدياً لتحقيقه.
وفيما يلي مجموعة من العناصر الهامة الأخرى لتحقيق النجاح.
- الثقة بالنفس: لم يسبق وأن كان أحد الناجحين غير واثق بنفسه وبما هو قادر على تحقيقه. لذا نجد أن الثقة بالنفس من العناصر الأبرز وهذا الأمر أيضًا يتحقق بالتمرين المستمر الذي يعمل على تطوير الشخص وزيادة ثقته بمهاراته.
- الشغف: إن غياب عنصر الشغف من شأنه أن يهدم الشخص كلياً بغض النظر عن مدى رغبته في تحقيق النجاح. لهذا يُنصح بأن تتبع شيء ترغب حقاً في النجاح به، وأن تكون شغوفاً به، فهذا الأمر يكون كدافع مستمر لك إلى حين نجاحك. على عكس اختيارك للنجاح في مجال أو شيء لست مقتنعاً به بل تفعله مثلا لإرضاء أهلك أو أحد ما، فأنت حتماً ستلاحظ فقدانك الشغف من أول محاولة هذا إن وجد هذا الشغف من الأصل.
- بناء العادات: من أقوى ما يحقق النجاح نجد هنالك العادة هذه، والتي شدد عليها آلاف الكتاب والمشاهير حول العالم. إذ يعدون النجاح مجرد عادات تتكرر كل يوم إلى حين تحقيق النجاح. ولو رأينا ذلك من منحنى عملي فسوف تجد أن الأمر حقيقي تماماً. لهذا حاول بناء عادات إيجابية والاستمرار عليها كل يوم، فسوف يأتي اليوم الذي ستحقق لك هذه العادات هدفك الأكبر وبالتالي ستأخذ بيدك إلى النجاح.
ختاماً تذكر دائما (الحكمة أن تعرف ما الذي تفعله، والمهارة أن تعرف كيف تفعله، والنجاح هو أن تفعله).