العالم الافتراضي الميتافيرس Metaverse | طفرة في عالم الإنترنت والتواصل
إن الموضوع الأبرز في مجال التقنية في وقتنا الحالي، والذي تناولته ملايين المنصات والمواقع العالمية، موضوع العالم الافتراضي الميتافيرس Metaverse أو ما يطلق عليه بالواقع الافتراضي. الذي أعلنت شركة فيسبوك عن قرب إطلاقه في العالم وحددت ذلك في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة.
وقد بدأت هذه المفاجأة غير المسبقة حين أعلن مارك منشئ شركة فيسبوك عن تغيير اسمها إلى اسم ميتا. هذا الشيء الذي لم يعرف الناس في بداية الأمر السبب وراءه. إلا أن الأمور اتضحت في المؤتمر الصحفي للشركة حيث تم إعلان تأسيس عالم افتراضي يكون بإمكان المستخدمين ولوجه والقيام بمجموعة من الأمور خلاله. هذه الفكرة لاقت تأييد كم هائل من الناس، في مقابل اعتراض الكثير منهم.
فما هو إذن هذا الميتافيرس؟ وكيف سيغير عالمنا؟ لماذا نحن في حاجة إليه؟ وما الذي سيضيفه في المجال العلمي أو التقني؟ كل هذه الأسئلة سوف نعطيك إجابات شافية عنها في فقرات موضوعنا المقبلة فابق معنا لتحقيق أكبر قدر من الاستفادة.
ما هو الميتافيرس؟
ن العالم الافتراضي الميتافيرس Metaverse هي كلمة مركبة مكونة من جزئين. أولا كلمة ميتا والقصد منها ما وراء أو ما بعد. أما فيرس فالمقصود منها مقتبس من الواقع. أي عالم افتراضي تم أخد فكرته العامة من واقعنا الحقيقي.
وتجدر الإشارة إلى أن الكلمة ليست حديثة بل لطالما استعملت لوصف العوالم الافتراضية التي يتم بناءها عبر شبكة الإنترنت. هذه العوالم هي ثلاثية الأبعاد، ويكون بإمكان المستخدم دخولها بطرق متعددة من بين أبرزها النظارات الذكية. التي ستكون السبيل أيضا لولوج عالم ميتافيرس الذي أنشاته شركة فيسبوك.
هل عالم الميتافيرس ملك لشركة فيسبوك ؟
يعتقد الكثير من الناس أن عالم الميتافيرس هو مخصص لشركة فيسبوك. والأمر خاطئ تماماً فإن فكرة الواقع الافتراضي المعزز هو موضوع لطالما تناولته الكثير من الشركات العالمية. وعلى رأسها مثلا شركة مايكروسوفت و سوني وجوجل.
إلا أن شركة ميتا كانت السباقة لإعلان طرح هذا الأمر علناً. لكن كافة الشركات في وقتنا الحالي بعد خطوة شركة ميتا الجريئة قد جندت آلاف من مهندسيها ومبرمجيها لصنع واقع افتراضي أيضا خاص بها للمنافسة مع شركة ميتا. فقريبا سيكون المستخدم أمام خيارات هائلة يختار من بينها أي العوالم الافتراضية أنسب له.
هل هذه التقنية جاهزة الآن للطرح في الأسواق؟
الإجابة عن هذا السؤال هي لا. فعلى الرغم من إعلان شركة ميتا عن هذه التقنية إلا أنها كانت إعلان فقط. فالتقنية لا زالت في حاجة إلى الكثير من التطوير والعمل. كما إن هنالك الكثير من التحديات تواجه العالم الافتراضي الميتافيرس Metaverse. ومن أبرزها سرعة الإنترنت التي قد تسبب عائقاً أمام الواقع الافتراضي. لذا غالباً ستكون جاهزة بعد ثلاث أو أربع سنوات على أبعد حدّ. حينما تكون تقنية الاتصال الجيل الخامس متاحة للجميع. لكي يكون بالإمكان ولوج هذا العالم بكل أريحية ودون تقطيعات أو مشكلات تقنية.
كيف سيتم إجراء المكالمات في الميتافيرس؟
من أكثر الأسئلة التي يقوم الناس بطرحها حول هذا الموضوع هي مسألة المكالمات وكيفية إجراءها عند اعتماد هذه التقنية. الأمر بسيط جداً فمن خلال النظارة التي سيتم طرحها في الأسواق، سيتم إخبارك عبر إشعارات تظهر أمامك عن الشخص المتصل كما هو الأمر تماماً على الهاتف. وببساطة إما أن تقبل المكالمة أو ترفضها وذلك من خلال توجيه أوامر صوتية للروبوت على عكس الهاتف الذي يتم به هذا الأمر عن طريق اللمس.
ما هي الأمور التي بالإمكان فعلها عبر نظارة الميتافيرس؟
إن نظارة الواقع الافتراضي أو ما يطلق عليه بعالم الميتافيرس ذكية، ومن خلالها يكون بإمكان المستخدم القيام بمجموعة من الأمور كما هو الحال تماما في الواقع. ومن بين الأمور هذه على سبيل المثال معرفة الوقت طول مدة تواجدك في العالم الافتراضي المعزز حيث سيظهر توقيت بلدك في أعلى الشاشة مثل الهاتف تماماً. وبطبيعة الحال سيكون بإمكانك إلغاء هذه الخاصية أو تغيير مكانها أو استبدالها بخاصيات أخرى ترغب بها. كذلك بإمكانك مشاهدة الأفلام والمسلسلات ومشاهدة قنواتك المفضلة وأيضا اللعب مع لاعبين موجودين في الميتافيرس. أيضا من خلال الميتافيرس بإمكان الشخص إجراء المحادثات وعقد الاجتماعات. وتقريباً أي شيء في العالم الواقعي سيكون بالإمكان القيام به في الميتافيرس.
اقرأ أيضا: بيع وشراء NFT | اربح الملايين من بيع أعمالك الفنية الرقمية
ما الهدف وراء إنشاء عالم الميتافيرس؟
يتساءل الكثير من الناس هل العالم في حاجة إلى إنشاء هذا العالم الافتراضي أو ما يسمى بالميتافيرس؟ هل حقا نحن في حاجة إليه وما الذي سيضيفه إلى حياتنا؟
هذا سؤال مهم بطبيعة الحال والإجابة عنه ستجعله يبدو منطقياً و ليس عبثياً كما يعتقد البعض. إن شركة ميتا ومنشئها مارك كانت لديه هذه الفكرة منذ القديم إلا إنه ونظراً للتقنيات غير الكافية آنذاك لم يتمكن من تطبيق فكرته. و يسعى مارك إلى إنشاء رابط بين واقعنا الحالي الحقيقي وبين العالم الرقمي، وذلك في سبيل سد الفجوة بينهما أو بعبارة أكثر دقة لجعل العالمين على ارتباط مع بعضهما.
من خلال عالم الميتافيرس سيكون أمام المستخدم فرص القيام بمجموعة من الأشياء كما لو كان يقوم بها في العالم الحقيقي أو بالتحديد سيكون عالم الإنترنت حياً أكثر إذ إن المحادثات والاجتماعات على سبيل المثال لن تقتصر على شاشة الهاتف أو الحاسوب كما في وقتنا الحالي. بل سيكون من الممكن للأشخاص التلاقي وعقد اجتماعات وبإمكانهم رؤية بعضهم البعض وفق منظور تلاثي الأبعاد. في هذا العالم ستكون قادراً على اختيار الملابس لشخصيتك وجعلها تبدو كما ترغب به.
أيضا تجربة الألعاب سوف تكون مختلفة تماماً في الواقع الافتراضي، حيث سيكون اللاعب في داخل اللعبة بدلاً من أن يكون خارجها يلعبها على شاشة حاسوب أو هاتف بل سيكون جزءاً منها. ويلعب باستخدام مجموعة من البدلات أو الأحذية الذكية التي سيكون عليه اقتناءها من العالم الواقعي. هذه البدلات تحتوي على مستشعرات قوية بحيث تمكن اللاعب من الإحساس بكل ما يجري داخل اللعبة. على سبيل المثال إحساس السقوط والقفز أو تلقي اللكمات. أيضا في عالم الميتافيرس بإمكان الشخص إنشاء عالمه الخاص وفق ما يراه مناسبا ووفق ذوقه الخاص.
وقد قسم مارك الميتافيرس إلى تلاث عوالم أطلق عليها أسماء العالم المنزلي، وعالم الآفاق وعالم العمل. كل هذه العوالم سيكون بإمكانك التحكم بها كما تشاء وبطبيعة الحال ستكون بعض الميزات مدفوعة مما سيلزمك شراءها إن رغبت في الحصول عليها.
لم تنته متعة عالم الميتافيرس هنا بل أيضا من خلاله بإمكانك التسوق كما تتسوق من أي موقع عادي على الإنترنت.
ما هي عيوب عالم الميتافيرس؟
عند إعلان منشئ شركة فيسبوك مارك عن قرب إطلاق الشركة لعالم الميتافيرس في السنوات المقبلة، بطبيعة الحال لم يتقبل الجميع هذا الخبر بصدر رحب، بل هنالك الملايين ممن لم يتقبلوا الفكرة بشكل نهائي ورفضوها رفضاً قاطعاً و ذلك للعيوب التي يظنون أنها تحتوي عليها ومن أبرزها:
- الاعتقاد بأن العالم الافتراضي سيجعل الشخص يعيش في وهم غير حقيقي.
- التأثير على نفسية الشخص خاصة وأن كل الأمور مسموح بها في العالم الآخر.
- إنفاق الأموال لشراء منتجات الميتافيرس الوهمية.
عموماً سواء كنت من المؤيدين لفكرة العالم الافتراضي الميتافيرس أو من المعارضين تماما لهذه الفكرة الجديدة، فلا يمكننا إنكار مدى التقدم الهائل الذي حققته شركة ميتا -فيسبوك سابقا- إذ إنها تنهض وتتزعم المجال التقني وستمنح العالم تقنية جديدة تجعل حياته تتغير كلياً في المستقبل. كما إن هذا العالم وبغض النظر عن بعض العيوب التي أشار لها بعض الناس حوله إلا إنها تبقى عيوباً ثانوية وليست على هذا القدر من الخطورة. على عكس مميزاته الكبيرة إذ ستتيح للشخص إنشاء عالمه الخاص كما يرغب به، وربما ستتاح لاحقا إمكانية العمل والربح خلاله.